تعتبر رواية أماريتا للكاتب عمرو عبد الحميد تكميلية للجزء الأول من رواية ارض زيكولا. أحداث الجزء الثاني من الرواية غريبة ومشوقة أكثر من الجزء الأول. أماريتا فيها خيال أكثر وأعمق من رواية ارض زيكولا، اجتمع في هذا الجزء التشويق والكثير من المغامرة، الصراع بين الحب والسلطة.تتحدث أماريتا في البداية عن الطبيبة اسيل وما حدث بعد خروجها من زيكولا بتهمة الخيانة.
يقول الكاتب عمرو عبد الحميد:
لم أرَ من قبل خوف وجوه أهل زيكولا مثلما كنت أراه في تلك اللحظات أسفل أنوار المشاعل، زيكولا القوية التي تباهي أهلها دومًا بقوتها، باتوا عند أول اختبار حقيقي وجوهًا ذابلة مصدومة تخشى لحظاتها القادمة، أرض الرقص والاحتفالات لم تعد إلا أرض الخوف، أعلم أنهم يلعنون أسيل في داخلهم منذ تسربت إليهم الأخبار أنها سبب ما يحدث لهم، لكنهم قد تجاهلوا عمدًا أنهم من اقتنصوا ذكاءها كاملًا دون أن تضر واحدًا منهم يومًا
ملخص رواية أماريتا الجزء الثاني
بعد هروب اسيل من ارض زيكولا وعودتها إلى وطنها بيگانا مخافة قطع رأسها بعد مساعدة بطل الجزء الأول خالد في الهروب عبر سرداب فوريك. لم تمر مدة طويلة حتى وصلتها اخبار إعلانها خائنة في زيكولا نصحها الفتى « صفي" » الذي أخبرها بذلك بالتواري عن الأنظار، لأن ملك بيگانا لن يتوانى للحظة في تسليمها لحاكم زيكولا اذا عُرض عليه بعض المال.. لكن أسيل لم تسمع للفتى وكلامه بل تركت الأقدار تجري كما تشاء فهي من اختارت لنفسها كل ما يحدث معها الان كما تقول.وبينما كانت أسيل تفحص مريضا ملقى على أرض في سوق بيگانا وقد ساءت حالته وجموع الناس تحيط بها من كل جانب اقتحم جنود الملك المكان واقتادوا أسيل إلى السجن الغربي.
هناك حيث يتم تجميع آلاف البشر (الفائض الوحيد الذي حققته بيگانا بين كل بلاد تلك الأرض).. فكانت تسلم آلافا من مواطنيها كعبيد للبلدان المجاورة مقابل حاجياتها الأساسية ضمن اتفاقية المال مقابل البشر في ذلك العالم.
في زنزانتها بالسجن جلست أسيل مسندة راسها إلى زاوية من زواياها لا تدري ماذا تفعل وهي تعلم أنها في الطريق إلى أرض زيكولا مجددا بعد أن أرسل حاكمها إلى ملكهم بهدايا فاخرة مقابل الطبيبة الخائنة.. كانت تفكر في ذلك بينما تملأ الساحة المقابلة لزنزانتها بعشرات الفقراء من بيگانا عرفت لاحقا من سجين آخر أنهم سيُرسلونهم إلى أماريتا كعبيد. فخطر على بالها التسلل إلى وسط أولئك ومحاولة تغيير قدرها مجدداً،
نجحت خطة أسيل ونُقلت إلى وسط أولئك العبيد وبعد ذلك إلى عربات تجرها خيول مخصصة لنقل الجميع إلى اماريتا.. ساعدها في ذلك سجين كان يقبع في زنزانة مجاورة لها كما اعطتها سجينة أخرى مجاورة لها ملابسها البالية (مقابل فستان أسيل الفخم) تريد الطبيبة ان تتخفى بتلك الملابس وسط فقراء وطنها المُرحلين ..
اقنع السجين حارسا من حرس السجن (من يدينون له بالكثير بحسب قوله) بنقل أسيل إلى تجمع المُرحلين إلى اماريتا مقابل سوار من الذهب كانت لا تزال تضعه!
تعرفت بين المُرحلين على قمر تلك الرفيقة التي ستكون أعظم رفيقة لأسيل في رحلتها وتنقذها ببراعة من أمر احد الجنود لها بالكشف عن وجهها فكانت قمر ذكية سريعة في الكشف عن ساقيها ولفت نظر الجندي إلى لمعانها تشكو الاما مفتعلة جراء سوء المعاملة التي لقتها من الجنود..
نُقلت العربات بمن فيها إلى السفن التي ستعبر بحر نينگا ثم بعدها هضاب ريكاتا قبل أن يحطوا الرحال في بلاد الملك تميم (اماريتا).. ذلك الملك الذي خطب في العبيد قائلا ان الأَماريتيين يعتبرونكم ضيوفا عندهم وكل اماريتي سيتكفل بإيواء واطعام واحد منكم لمدة ستة أشهر مع عمل خاص بكل واحد يحدده ذلك الرقم الذي سيُطبع على كتفه.
كان رقم أسيل 414 وكان فالا سيئا في تلك البلاد حيث كان عملها في الصخور بأحد جبال بيكانا فيما نقلت قمر إلى القصر لتعيش عيشة الملوك. ولسوء حظ أسيل أيضا كما كانت تعتقد كان البيگاني الذي جاء من نصيبها ليرعى شؤونها في بيته خلال تلك الستة أشهر هو البحار سيمور وحيد في بيته عجوز مدمن للخمر. يحتاج لمن يساعده وليس العكس!
الملك أخبر أسيل ورفاقها انه وبعد ستة أشهر من دخولهم اماريتا سيكون عليهم أن يدفعوا ضرائبهم لكي لا يتحولوا إلى عبيد حقيقيين لا يملكون مصيرهم وان الذي ينجح في ذلك سيكون مواطنا عاديا لا بل اكثر، سيكون بإمكانه مغادرة اماريتا إلى أي مكان يريده بعد عشر سنوات فقط ..
مرت الأيام والشهور تعمل أسيل في حمل الصخور التي يكسرها الرجال ونقلها إلى العربات في ظروف صعبة يزيد من صعوبتها توبيخ وكلام السمين السيئ الذي يراقب العمال هناك.. تذبل أسيل وتسيل الدماء في أرجلها لكنها كما قالت: (من أجل خالد سأتحمل!)
شيئا فشيئا وبعد أن كان العجوز سيمور لا يكلمها ولا يهتم لبيته ولا لأكله بدأت أسيل تتقرب منه حتى جاء ذلك اليوم الذي وجدته فيه طريح ارض غرفته يتقيأ دما فسارعت لإحضار طبيب بعد أن علمت بخبرتها ان الخمر يقترب من تخريب صحته .. فحصه الطبيب ليؤكد لها أن شكوكها في محلها قبل أن يشك في أمرها لولا انها تهربت من سؤاله، هل انت طبيبة؟
بقولها أنها صادفت فقط حالة مشابهة مرة في بلادها..
مرت الأيام وتوطدت العلاقة بينهما أكثر وحكت أسيل كل شيء لسيمور كما حكى لها هو الآخر عن تلك الليلة التي كانت ولا تزال سبب تعاسته وبؤسه.. يوم ترك زوجته على وشك ان تضع ابنهما الأول فتوجه إلى بحر نينگا فوجدها عندما عاد لم تستطع النجاة من آلام الولادة وصعوباتها. وفارقت الحياة!
أخبرته عن خالد ومغامراتهما في أرض زيكولا وأنها مصممة على العودة إلى هناك وعبور سرداب فوريك إلى بلاد خالد والعيش معه بقية حياتها.. ثم قرر البحار العجوز ان يساعدها في عبور البحر إلى أرض زيكولا..
اعدا العدة وجهزا عربة يجرها خيل وسفينة لأحد أصدقائه أجّرها سيمور بعد ما باع بيته وخرجا قبيل ايام قليلة من فتح زيكولا لبابها بحسب أسيل التي كانت تعد الأيام والشهور وتحيل الفرص لتعود إلى خالد..
في تلك الليلة خرج سيمور واسيل رفقة صديقه البحار يتجهان نحو مراسي السفن على بحر نينگا وهناك ينتظره الفتى الذي سيرافقهما وهو ابن صديقه صاحب تلك السفينة غير أن رياح رحلتهما تلك جرت بما لم يشتهوا وسقط سيمور على سطح السفينة ميتا بعد تعبه وعياءه الشديد والذي تزامن مع مرضه الخطير ذاك فألقت جنود الملك تميم القبض على أسيل والفتى الصغير لينقلا إلى القصر فيُعرضا على الحاكم ..
أُطلق سراح الفتى الصغير الذي لا يعرف شيئاً عن الرحلة ومحاولة أسيل الهرب إلى زيكولا بينما كتب القدر للطبيبة شيئا يفوق الخيال..شدت أسيل عقل الملك وسرقت قلبه بكلامها ويقينها العجيب.. (لم يكن قبل ذلك قصر الملك تميم بذلك البهاء والسرور تقول قمر) التي تحولت إلى خادمة لأسيل بعدما أعطى الملك اوامره بنقلها إلى الغرفة الشرقية أفخم غرف القصر واعطاءها كل ما تحتاجه. وخدمتها أحسن خدمة، أحبها الملك تميم وأعجب برجاحة عقلها. ومع مرور الوقت وإطالة جلوسهما معا أخبرته بمغامراتها في زيكولا وهربها من بلادها إلى اماريتا بعدما خشيت إعادتها إلى حاكم زيكولا الذي أعلنها خائنة. كما جادلته فأعجبه جدالها وأحب جراتها وأدرك أنه امام امرأة عظيمة ستغير حياته!
.فجأة وقعت أسيل طريحة فراشها لا يعلم أحد ما بها فدخل القصر من الأطباء ما لم يدخله من قبل قالت قمر. لم يدخر الملك تميم جهدا في سبيل شفائها وعودتها زهرة تزين قصره لكن دون جدوى لقد اخبره كل الأطباء ان داء أسيل عجيب فكل وظائفها تعمل بشكل جيد لكنها غائبة عن الوعي شاحبة اللون..
اخبره أحدهم كان كثير السفر ان مرض أسيل يشبه ما يحدث لفقراء زيكولا وأنه ربما وبعد إعلان المجلس الأعلى لزيكولا خيانتها وتعميمه على كل البلدان سُحب من أسيل كل وحدات ذكائها وان كل من أعطاها شيئاً من ذكائه يستطيع استرجاعه دون إذن منها بعد ذلك الإعلان الظالم، سارع الملك تميم إلى عرض هدايا كبيرة على حاكم زيكولا مقابل العفو عن الطبيبة لكنه رفض رفضا قاطعا ينضح بالغرور والكِبر فقرر الملك تميم سحق أنفه في حرب لا قِبل له به..
تنكر الملك تميم في زي تجار الشمال وحمل معه صندوقي ذهب داخلا من باب سور زيكولا المفتوح تلك الأيام لخروج الجيش بعد ما راج أن اماريتا ستهاجم على زيكولا فكان غرور حاكم زيكولا مفتاح دخول بلاده من الملك تميم واسيل وادخل معه مرافقتها قمر مع اثنين من حراسه... وبمجرد دخوله ارض زيكولا باع الملك كمية كبيرة من الذهب مقابل وحدات الذكاء واعطاها لأسيل لكن دون جدوى.. لقد كان القانون الجديد يمنع الخونة من التعامل الجديد بوحدات الذكاء. وتسربت لعنة زيكولا إلى نفوس رفقاء الملك غادر الحراس خوفا من فقدان ذكائهم والبقاء إلى الأبد في تلك البلاد الملعونة وسرقت قمر ما بقي عندهم من الذهب تريد استبداله بوحدات الذكاء والعيش في غنى لم تحلم به يوما فسُرق منها هي الأخرى من قطاع طرق. وعادت مع صديق يأمن (إياد) إلى الملك معتذرة يائسة تشعر بالخجل مما فعلت.
عرف الملك أنه لا حل امامه سوى إحضار خالد إلى زيكولا ليعيد لأسيل وحدات ذكائها التي أعطته اياها يوم أُريد ذبحه.. ساعده يامن وإياد وفتاة الليل رفقاء خالد في ذلك فعبرت تلك الفتاة النفق إلى مصر وعادت بخالد رفقة زوجته منى واستطاع أن يعطي أسيل الفي وحدة من وحدات ذكائه فأعادها إلى سابق عهدها. صدمها خبر زواج خالد واخبرته بما عانته في الجبل من حمل الصخور في سبيل واحد، عبور السرداب واللحاق به ليعيشا حياتهما معا.. ادرفت الكثير من الدموع وكذلك فعل خالد.
بعد ما جرى خرج الملك رفقة سهامه المضيئة إلى صحراء زيكولا يريد اطلاقها في السماء كعلامة كان اتفق عليها هو وكبير ضباطه لإيقاف الحرب ان شُفيت أسيل.. بعد خروجه من زيكولا سيكتشف أن الجنود غدروا بصديقهم يامن الذي كان انضم إلى الجيش الزيكولي وقتلوه لإخفاء سر عظيم لا يعلم ما هو!
فعاد ولم يوقف الحرب فقد وعد يامن بأن يكون هو الآخر بخير وقد غدر به أولئك الانذال.. ليجد في البيت وهو عائد تلك السيدة الطاعنة في السن والتي لا يفقه أحدهم ما تقول سوى الملك أخبرتهم قصة قومها وبلدها والطريق السري الذي يخفيه كبير القضاة الظالم على أهل زيكولا. طريق كانوا يُدخلون منه فقراء بلاد أخرى ويمتصوا وحدات ذكائهم ثم يرموا بهم في الصحاري القاحلة. مغامرة قاتلة. في احد الشوارع الرئيسية لزيكولا كان كبير القضاة يحفز جنده المقبلين على حصار خانق وقد اعادهم عدد جنود جيش اماريتا وعدتهم العظيمة إلى داخل أسوار زيكولا بعد أن عرفوا ان مقاومة ذاك الجيش العظيم خارج السور عبث وانتحار لا محال ..
بينما كان رئيس القضاة كما قلنا يحفز جنوده ,رمى الملك تميم بنفسه عليه ووضع خنجره تحت عنقه ليتملأ المكان بفوضى وجلبة استطاع معها خالد الهرب بحصان حارسه الشخصي إلى خارج سور زيكولا الذي كان لا يزال مفتوحا ..
اسرع إلى مكان كان قد نعته له الملك تميم يشك أنه مكان الطريق السري بينما كشف الملك عن وشمه الذي يظهر أنه ملك اماريتا والاقاليم الخمسة مخافة جز رأسه بسرعة ,بسبب ما فعل في كبير القضاة..ليتم تحويله إلى الحاكم والى القضاء في اليوم التالي معلنين أنه سيقطع رأسه وسيُرمى بالسهام على جيشه!
وصل خالد إلى المكان واستكشفه اكثر وتأكد أنه المكان الذي يقصده الملك ومن تم اتجه إلى جيش اماريتا الذي اقنع قائده بالاتجاه إلى الممر السري عوض محاصرة السور ومحاولة هدمه بعد أن عرّفه بنفسه وأخبره بمغامرة الملك التي يمكن أن تقضي عليه ما لم يتم الإسراع باقتحام زيكولا..
تَم له ذلك واقتحم جيش اماريتا زيكولا وشوارعها بأعداد مهولة وسط ذهول الجميع دون أن يعرفوا أين دخل إليهم هذا الجيش الجبّار.. تم إنقاذ الملك واسيل وباقي رفاقهم واستسلم الجيش الزيكولي ..
في الأيام التالية عاد خالد وزوجته إلى مصر من جديد بينما بقيت أسيل في زيكولا ورحل الملك تميم إلى بلاده تاركا الزيكوليين ليختاروا حُكامهم الجُدد بعدما اكتشفوا خيانة اولئك الأسافل وسرقتهم وحدات ذكاءٍ لفقراء بسطاء ثم رميهم في الصحاري دون رحمة..
ترك الملك تميم أيضا سفينة ترسو على شاطئ بحر نينگا تنتظر أسيل إلى أن تقرر الرحيل عن زيكولا ولو دام رُسُوُّها هناك إلى الأبد..
تحميل رواية أماريتا الجزء الثاني للكاتب عمرو عبد الحميد مجانا download PDF
نبذة عن الكاتب
عمرو عبد الحميد (مواليد محافظة الدقهلية في 1987م)، هو كاتب روائي مصري قام بتأليف مجموعة الكتب أبرزها:
- قواعد جارتين صدرت في يناير 2018
- أرض زيكولا الجزء الأول (2010).
- الجزء الثاني أماريتا (2016).
تعليقك يهمنا